![](https://alwaraqoon.com/wp-content/uploads/2018/12/sultan_prize.jpg)
22 Dec (محمد بو حسن يتوج بـ(جائزة الأمير سلطان العالمية للتراث الحضاري
تُوِّج الناشر والفوتوغرافي البحريني، محمد بو حسن، بـ«جائزة الأمير سلطان آل سعود العالمية للتراث الحضاري»، في النسخة السابعة من «ملتقى ألوان السعودية»، الذي اختتمته «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني» بالمملكة العربية السعودية، منتصف هذا الشهر (ديسمبر)، والذي يجيء للتأكيد على أهمية فن التصوير الفوتوغرافي باعتباره عنصراً رئيساً في النهوض بمختلف أشكال السياحة والحفاظ على التراث، وذلك من خلال رصد الجوائز، وإقامة المحاضرات وورش العمل والمعارض والجولات التصويرية.
ويجيءُ تتويج بو حسن بهذه الجائزة مختلفاً، إذ أنه تتويجٌ يزاوج بين عشقين، عشقُ الفوتوغراف، وعشق التراث، هذان العشقان اللذان لطالما عني بهما بوحسن منذ طفولته كما يبين، مؤكداً بأنهما «شكلا خطين متوازنين كرصيفي طريق، ساهما بتوجيهي نحو توثيق التراث بالصورة والكتاب، لتستمر هذه العملية منذ بدايات شبابي إلى يومنا هذا»، حيث جاءت الجائزة التي خصصت للمصورين من مختلف دول العالم، المعنيين بالمحافظة على التراث العالمي، وممن لهم إسهامات وأنشطة مستمرة في الحفاظ عبر أشكال التوثيق المختلفة، لتكون من نصيب بوحسن، تقديراً على ما بذله في هذا المجال، وإدراكاً من اللجنة المنظمة بأهمية فن التصوير في حفظ وتوثيق التراث الإنساني، ودعماً منها للمواهب المشتغلة في التصوير أو المطاعة أو التأليف، والذي استطاع بوحسن أن يجمعهما عبر مؤسسته «الوراقون»، التي أنتجت عشرات الكتب المتعلقة بتوثيق التراث البحريني والخليجي والعربي توثيقاً فوتوغرافياً احترافياً، وطباعةً فاخرةً، رصدت مختلف عناصر التراث وتفاصيله.
تكريمٌ ذو طابعٍ خاص
يؤكد بو حسن بأن فوزه بـ«جائزة الأمير سلطان العالمية للتراث الحضاري»، له ثقله الخاص، «فبالرغم من حصولي على عدة جوائز محلية ودولية، أبرزها الميدالية الذهبية من (الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي FIAP) إلا أن هذه الجائزة لها وزن آخر، هذا الوزن نابعٌ من كون المُكَرِم أميرٌ شغوفٌ بفن التصوير الفوتوغرافي شغفٌ لا حدود له، وهو بحق فنان محترف، وهنا يكمن جوهر التكريم، إلى جانب كون الأمير سلطان شخصية داعمة للفنون ولفن التصوير الضوئي بشكل لا محدود».
هذا إلى جانب كون الجائزة «كرمت منذ انطلاقها في عام (2012) إلى اليوم (24) مبدعًا ممن ساهموا في مجالات التصوير، وتنمية التراث الوطني السعودي والحفاظ عليه وتوثيقه، لتنطلق هذا العام، معلنة العالمية توجهاً رئيساً يستقطب الرواد والمبدعين العرب والعالميين، من المهتمين بمجالات الحفاظ على التراث من خلال التصوير والطباعة والتأليف».
تشجيعاً على صون التراث وتوثيقه
يبين بو حسن بأن مثل هذه الجوائز التي تعنى بالمزاوجة بين الحفاظ على التراث توثيقاً والفوتوغرافيا فناً لهذا الحفظ، مهمٌ جداً سواء على الصعيد العربي أو العالمي، إذ يقول «إن لهذه الجوائز أثرا بالغاً في تشجيع النهضة الحضارية في مجال التصوير الفوتوغرافي في عالمنا العربي، فهي قادرة على أن تفتح آفاقاً جديدة للمصورين، سواء على الصعيد الفردي، أو المؤسساتي، كما أنها قادرة على أن تساهم بشكلٍ ملحوظٍ في إثراء الساحة الثقافية والسياحية للبلدان التي تقام بها، وبالتالي يسهمُ ذلك في الحفاظ على التراث وصونه بمختلف أشكال الحفظ، إن كان بالمعارض الفوتوغرافية أو التوثيق المطبوع عبر الكتب والمؤلفات، أو حتى من خلال الأفلام الوثائقية التي ترصدُ هذا التراث وتخلق له أرشيفاً يتنمى بتنامي الاشتغالات المختلفة».
وانطلاقاً من هذا الوعي بأهمية هذا الشكل من أشكال الحفظ، عمد بو حسن للفوتوغرافيا فناً، وللتوثيق المطبوع أسلوباً ومنهجاً، فراح يجوب بكاميرتهِ موثقاً منذ شبابهِ، بيد أنه بدأ التوثيق المطبوع عبر الكتب في العام (2002)، مع كتاب «أيادي بحرينية»، والذي كان نقطة انطلاقته، وبداية تأسيسه لدار النشر «الوراقون»، التي تولت فيما بعد إصدار العديد من الكتب المصورة باللغة العربية والإنجليزية، ذات العلاقة، كـ«صندوق»، و«سيوف عربية»، و«البشت»، و«فن الطهي المغربي»، و«أسطورة البحار العربية»، إلى جانب كتاب «القهوة العربية»، و«الحياة في مسباح»، و«المرادة»، و«الطيب العربي»، و«لمحات من الإمارات»، و«فن الخط العربي»، «والجواهر السوداء»، بالإضافة بـ«البان العماني»، و«أبواب خليجية»، و«أسواق عربية»، وغيرها من الإصدارات ذات الاتصال بالتراث والثقافة المحلية والخليجية.
شغفٌ متواصل رغم التحديات
منذ أطلق بو حسن «الوراقون»، التي امتازت بإصداراتها، لقي تجاوباً لافتاً نظراً لعناية الدار بإصدارات فريدة، «لقيت التشجيع والإعجاب من قبل الجميع على مختلف الإصدارات التي أصدرتها»، يقول بو حسن، ويضيف «بيد أن الأهم هو الاستمرارية في مجال صناعة الكتاب وحفظ التراث بمجهود شخصي دون دعم، وهو ما يمثل تحدٍ كبير، إذ أني أتخذ من هذا الشغف عملاً ثابتاً أحفظُ عليه بكل إصرار»، ويتابع «ففي مقابل مواصلة هذا الشغف، والاهتمام بالتراث، وبصناعة الكتب، تخليت عن العمل الثابت والاستقرار المهني، وواجهت التحديات بأنواعها»، ومن هذا المنطلق يؤكد بو حسن إن أول مساندٍ له في كل ذلك هي زوجته «التي من خلال دعمها المستمر وتحملها المسؤوليات العائلة أتاحت ليّ المجال للتفرغ بشكل أفضل لعالم التصوير وصناعة الكتب»، وبالتالي للتتويج بهذه الجائزة التي جاءت نتاج لاشتغال شغوف، تشارك فيه جميع طاقم عمل «الوراقون»، الذين يؤكد بو حسن على شكرهم لما بذلوه من جهود.
ويلفت بو حسن بأنه «فخور بإصدارات (الوراقون) التي فاقت المائة كتاب في مختلف المجالات»، وهو أكثر فخراً بتلك الكتب التي عمل عليها من ألفها إلى يائها، كفكرة، وعنوان، ونص، وتصوير.. ويتابع بو حسن اشتغاله في توليد أفكار للحفظ على التراث «لدي العديد من الأفكار التي أتحين الفرص لتنفيذها، بيد أن شح الدعم، هو العائق الذي يؤخر الإصدارات، لكني مؤمن بأن الحلم يجب أن يتحقق، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وقد بدأت هذا الطريق لأكمل مسيره».